العوامل المؤثرة بالنمو المعرفي وعلاقتها بالتعليم ..
كتبته /بدور علي الكثيري
إشراف الدكتور/ حمد بن عبدالله القميزي مقرر المنهج و نظريات التعلم للعام الجامعي 2020 برنامج المناهج وطرق التدريس
إن مراعاة المبادئ والعوامل والأساليب التي يقوم عليها النمو المعرفي لها تأثير في شخصية المتعلم لأن النمو عملية مستمرة تبدأ حتى قبل الميلاد، فالفرد ينمو من خلال مراحل متعاقبة يمر بها نمواً يشمل كل كيانه ككل مركب من النواحي الجسمية والعقلية والانفعالية و الاجتماعية, فلقد حدد بياجيه في نظريته العوامل المؤثرة بالنمو المعرفي ومنها النضج الذي يشير فيه إلى جميع التغيرات التي تطرأ على الجسم والجهاز العصبي والأعضاء التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالمخطط البيولوجي الذي تحدده الجينات الوراثية وتعد مثل هذه التغيرات ضرورية لحدوث النمو إذ ان نمو الجهاز العصبي والجهاز الجسمي لدى الأفراد يؤثر بدرجة كبيرة بالنمو المعرفي لديهم فالنضج يوفر للفرد الإمكانات التي تتيح له فرص التفاعل مع المثيرات البيئية
فعلى سبيل المثال عندما يحدث التآزر الحس حركي لدى الطفل فهذا يُتيح له المشي والتحرك وبالتالي التفاعل مع المثيرات البيئية المحيطة به كما أن نضج العضلات تتيح للطفل التحكم و السيطرة على الأشياء وايضاً نضج الطفل الحسي يمكن الطفل من الانتباه والتركيز لوقت اطول , إلا أن عامل النضج وحدة غير كاف لتحقيق هذا النمو ولكن يبرز دورة بشكل واضح بتهيئة الفرد لمتابعة عمليات النمو
ومن العوامل التي يراها بياجيه ايضاً مؤثره بالنمو المعرفي التفاعل مع العالم المادي والعالم الإجتماعي
ويشير مفهوم العالم المادي إلى جميع الموجودات التي يمكن للفرد الشعور او الوعي بها فهي تمثل جميع موجودات هذا الكون المادية والمحسوسة فالتفاعل مع هذا الكون وموجوداته يوفر العديد من المعارف والخبرات للفرد إذ يتعرف الفرد على اسماء الأشياء وخصائصها وفوائدها وأنظمتها .
اما العالم الاجتماعي يشتمل على مجموعة الأفراد الذين يندمج معهم الفرد في المجتمع وهذا يسهم بالنمو المعرفي إذ يتعلم الفرد من خلاله اللغة والثقافة وأنماط السلوك الاجتماعي .
ورغم اهمية هذه العوامل في النمو العقلي لدى الأفراد إلا أن بياجيه يرى انها غير كافية, فالنمو هو عملية أوسع من التفاعل بين العوامل البيئية والعوامل البيولوجية, فالنمو يتطلب قدرة إضافية تنبع من داخل الفرد ويستطيع من خلالها حل مختلف أشكال التناقضات وتمكنه من استعادة حالات التوازان
فنحن هُنا نشير الى العامل المهم في النمو العقلي وهو التوازان
الذي يعمل على التنسيق بين العوامل الثلاثة السابقة ويتيح للفرد نوع من الاتزان بين المعرفة السابقة والخبرات الجديدة التي يواجهها , وايضاً يُمكن الفرد من تنظيم ال ُبنى المعرفية الموجودة لديه , فلابد لنا من مراعاة تلك العوامل في جميع مراحل النمو التي يمر بها الفرد لنتمكن من تقديم ما يلائمه من تعليم كماً وكيفاً .
المرجع: الزغول, عماد عبدالرحيم (2010). نظريات التعلم , الأردن, دار الشروق للنشر و التوزيع.
14/11/2020 10:06 م
بقلم / بدور علي الكثيري
لا يوجد وسوم
0
2170
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://www.alkharjnet.net/articles/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%ab%d8%b1%d8%a9-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%85%d9%88-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b9%d8%b1%d9%81%d9%8a-%d9%88%d8%b9%d9%84%d8%a7%d9%82%d8%aa%d9%87%d8%a7-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%aa