النظرية البنائية في التعليم
في البدايات كانت النظرية القائمة على مبدأ أن المعلم هو المسؤول الأول عن عملية التعليم هي السائدة والمعمول بها في مجالات التربية والتعليم، وترى تلك النظرية أن تميز المعلم وتفوقه يكمن في قدرته على نقل المعلومة للمتعلم، وأن تميز الطالب يكمن في قدرته على حفظ تلك المعلومة وتبليغها كما سمعها من معلمه .
غير أن النظريات الحديثة رأت أن التعلم الحقيقي ليس فيما يلقنه المعلم لطلابه حتى وإن حفظوه وكرروه على مسامعه، ومن بين هذه النظريات الحديثة النظرية البنائية أو نظرية التعلم البنائي .
إن النظرية البنائية للتعلم تؤكد على أهمية بناء المتعلمين ثم إعادة بنائهم للمعاني الخاصة بأفكارهم المتعلقة بالعالم من حولهم. وأن الخبرة تتطلب إثارة لجميع الحواس عند المتعلم حتى يحصل على تعلم ذي معنى. ويمكن وصف البنائية من خلال مثل صيني قديم يحمل أهدافها “أسمع وأنسى”، ” أرى وأتذكر”، “أعمل وأفهم.”
حيث تعد النظرية البنائية في التربية جزءاً من التفكير الجديد الذي ينسب إلى بياجيه، ويعود بجذوره إلى البنائية الشخصية، وكانت ً سببا في ظهور وجوه متعددة للبنائية وهي تحتل مكانة متميزة بين نظريات التعلم الأخرى، واعتبارها طريقة تدريس مثالية في مجالي العلوم والرياضيات بصفة خاصة، والمجالات المعرفية الأخرى بصفة عامة، فهي تركز على أن التعلم عملية تفاعل نشطة يستخدم فيها التلميذ أفكاره السابقة لإدراك معاني التجارب والخبرات الجديدة التي يتعرض لها.
أن التعليم البنائي يركـز عـلى الـتعلم باعتبـاره عمليـة ويشـجع ويقبـل اسـتقلالية المــتعلم ومبادراتــه، وينظــر إليــه ككــائن حــي لــه إرادة وغــرض وغايــة، ويشــجع البحث والاستقصاء والتحري، ويدعم التعلم التعاوني، ويأخـذ بعـين الاعتبـار معتقـدات وافتراضات واتجاهات ومعـارف المـتعلم السـابقة، ويتطلـب تزويـد المتعلمـين بـالفرص الكافية لبناء المعارف وفهمهـا، فـإن ذلـك كلـه يتطلـب مـن المـتعلم دورا بنائيـا مميـزا ونشطا في نفس الوقت في عملية التعلم وهنـاك أدوار مميـزة للمـتعلم (زيتـون،2007):
المتعلم النشط: فالمعرفة والفهم يكتسبان بنشاط، والمتعلم يناقش ويحاور، ويضع
فرضيات تنبؤيه، ويسـتقصي ويتحـرى، ويأخـذ مختلـف وجهـات النظـر بـدلاً مـن السامع أو القراءة، أو القيام بالأعمال الروتينية التقليدية.
المتعلم الاجتماعي: فالمتعلم لا يبدأ المعرفة بشـكل فـردي فحسـب، ونما بشـكل اجتماعي عن طريق الحوار والمناقشة والتفاوض الاجتماعي مع الآخرين. إن الفهم يعني الإبداع والاختراع.
في ضوء ذلك تغير دور المتعلم ،أصبح يبحث وينقب ويفكر ويمارس الأنشطة من خلال سياقات فردية وأخرى إجتماعية، كما أنه يبحث عن المعرفة ويعالجها ليكون بنى معرفية تقوم على أساس منظومات مفاهيمية ترتبط فيها عناصر المعرفة من مفاهيم وقواعد وقوانين بعلاقات
تكبسها قوة ومعنى،تربط التعلم السابق بالتعلم الحالي ، والتعلم الحالي يمهد للتعلم اللاحق (أبو زينه،2003)
المراجع 1- العدوان ،زيد ، احمد عيسى داود (2016) الطبعه الاولى النظرية البنائية الاجتماعيه
وتطبيقاتها في التدريس
2- عامر ، رهام . ( 2014م ) . أثر استخدام نموذج التعلم البنائي في تنمية تحصيل طلبة الصف التاسع الأساسي في منهاج التكنولوجيا و اتجاهاتهم نحوه في مدارس محافظة
نابلس الحكومية . جامعة النجاح الوطنية . فلسطين .
المقال متطلب مقرر المنهج ونظريات التعلم .
كتبته / اسماء المكرم . باحثة ماجستير الآداب في التربية تخصص المناهج وطرق التدريس/ جامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز
أشرف عليه / د. حمد القميزي . أستاذ المناهج وطرق التدريس المشارك .كلية التربية. جامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز .عميد كلية المجتمع بالخر
14/11/2020 9:09 م
بقلم | اسماء المكرم
لا يوجد وسوم
0
2114
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://www.alkharjnet.net/articles/%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b8%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%85