تعتبر طرق التدريس الأداة التي يتم بها تسهيل عملية التعلم، وتحقيق اهداف خطة التعليم داخل غرفة الصف، ومن خلالها يتم تحديد الوسائل والأنشطة المستخدمة في الدرس، وتحقيق الأهداف المخطط لها، وهناك طرق عديدة يمكن استعمالها لتسهيل عملية التعلم وهي طرق فردية، وطرق جماعية، مع الإشارة أنه لا توجد طريقة مثلى للتدريس، وربما يقوم المدرس باختيار وتنويع الطريقة المناسبة وفقاً لأهداف الدرس ومستويات ونوعية المحتوى الذي تدرسه الإمكانات المادية والبشرية المتاحة ، وتتعدد طرق التدريس وتتنوع الى حد كبير فهناك طرق الإلقاء، المشروع ، التعيينات ، والاكتشاف، والمشكلات، والوحدات، والاستقصاء وغيرها، ويبدو أن هذا التعدد والتنوع قد جاء نتيجة لطبيعة التطور في فلسفة التربية وتعدد أهدافها. وتطور نظريات التعلم وقوانينها وايضا لتطور الوسائل التكنولوجية وما أضافته من طرق جديدة ونتيجة لهذا التعدد والتنوع في طرق التدريس: فقد وجدت عدة تصنيفات لها إذ صنفها بعضهم على نوعين: طرق مستندة إلى أساس نشاط المتعلم وأخرى مستندة الى المدرس، وصنفت على طرق ديمقراطية وطرق استبدادية، وصنفها بعضهم على طرق فردية وطرق جماعية، وصنفها آخرون على مجموعات أو فئات تتوافر فيها بعض القواسم المشتركة المميزة التي تميز كل مجموعة منها على حدة.
وقد صنفت بشكل رئيسي الى ثلاث مجموعات تنتمي كل منها إلى اتجاه تربوي أو فلسفة تربوية وهذه المجموعات، هي:
اولاً: مجموعة طرق العرض (تعتمد على المدرس):
وهي ما تسمى بالطرق الاستبدادية أو التسلطية التي تنبع من الفلسفية التقليدية للتربية التي ترى أن المتعلم كيان سلبي غير قادر على البحث عن المعرفة بنفسه وهذه الفلسفة تسعى الى تزويد المتعلم بقدر من المعارف لاعتمادها على أن المعارف لها قيمة في حد ذاتها ، وعلى المتعلم أن يستقبل هذه المعارف والمعلومات التي يرسلها المدرس إليه من دون البحث فيها أو إعمال الفكر ، مما يفقد المتعلم روح البحث والرغبة والاكتساب ويقلل من إمكانية توظيف المتعلم لهذه المعلومات في حياته العامة وتكون عرضة للنسيان وتشمل مجموعة العرض طريقة المحاضرة أو الإلقاء ، وطريقة المشاهدة التوضيحية ، وطريقة المناقشة ، وطريقة القصة وغيرها. (صبري، زاير، حسن، 2014)
ثانياً: مجموعة طرق الاكتشاف الموجه (تعتمد على المدرس والطالب):
وتنتمي هذه المجموعة إلى اتجاه يطلق عليه الاتجاه الكشفي الذي ينبع من الفلسفة الحديثة للتربية، ويكون المتعلم إيجابياً في أثناء عملية التعلم والتعليم وانه يجب أن يبحث عن المعرفة بنفسه، وأن دور المدرس هو التشجيع والتوجيه والإرشاد وتصميم المواقف المناسبة ، ويختلف هذا الاتجاه عن الاتجاه التسلطي في كونه يهيئ العرض أمام المتعلم للتفكير المستقل والحصول على المعرفة بنفسه عن طريق وضعه أمام مشكلة تحتاج إلى حلول فيقوم بالتخطيط للوصول الى حل تحت إشراف المدرس ويعني هذا الاتجاه الذي ينطلق من الفلسفة البرجماتية ، أو التربية التقدمية بتدريب المتعلم على أسلوب البحث عن المعرفة من مصادرها المتنوعة واكتشاف المتعلم للمعرفة يجعله يومياً ويحتفظ بها لمدة أطول ويستعملها في حياته اليومية وتندرج تحت مجموعة الاكتشاف مجموعة من الطرق هي: طريقة حل المشكلات، وطريقة الزيارات الميدانية، وطريقة التدريب العملي، وطريقة الاستبصار والتفاعل ، وطريقة الوحدات ، وطريقة المشروعات. (صبري، واخرون، 2014)
ثالثاً: مجموعة طرق التعلم الذاتي (تعتمد على الطالب):
ويقصد بالتعلم الذاتي ذلك النوع من التعلم الذي يقوم المتعلم بنفسه بالمرور في المواقف التعليمية المتنوعة لاكتساب المعلومات أو المهارات دون عون مباشر من المدرس أي أن المتعلم يقوم باستعمال وسائل تعليمية معينة يعلم نفسه دون الحاجة إلى معلم يعلمه بطريقة مباشرة ويتميز التعلم الذاتي بسمات هي:
1- يعد التعليم الذاتي حاجات المتعلم ورغباته وقدراته واهتماماته أساساً يتقرر في ضوئها طبيعة المنهج الدراسي والنشاطات المنطوية تحته.
2- تستند ذاتية التعلم إلى مداخل ثلاثة أولها أن يتولى المتعلم تحديد الأهداف المنهجية التي يسعى لتحقيقها، وثانيها أن تصميم النشاطات التعليمية التي تؤدي لتحقيق هذه الأهداف بحيث تتوافق مع حاجات المتعلم وقدراته ورغباته، وثالثها أن تعتمد سرعة عرضه المعلومات المراد تعلمها والمهارات المرجو إتقانها على قدرات المتعلم ورغباته وأهدافه ويعد المتعلم ذاتيا إذا سار على وفق كل هذه المداخل الثلاثة أو تضمن أحدها على الأقل.
3- يعمل التعلم الذاتي على التوافق بين المفاهيم والمهارات المراد تعلمها وبين حاجة المتعلم لمثل هذه المفاهيم والمهارات بحيث تخضع لقدرات المتعلم وتتغير على وفق رغباته.
ويمكن إيجاز هذه السمات أن المتعلم محور العملية التعليمية والمسيطر الأساسي على متغيراتها بحيث تخضع المناهج والأهداف والأنشطة التعليمية لدافعية المتعلم ورغباته وقدراته، ومن الطرق التي تندرج تحت مجموعة التعلم الذاتي: طريقة التعلم بالمجموعات الصغيرة، والتعليم المبرمج، والتعلم بواسطة الوحدات التعليمية والتعلم بالحاسبات الإلكترونية، والتعلم عن طريق الحقائب التعليمية، والتعلم بالمراسلة وغيرها من الأساليب والطرق التي تتخذ جميعها الفرد محوراً لعملية التعلم. ( صبري، واخرون، 2014)
المرجع: داود صبري، سعد زاير، محمد حسن. (2014). طرائق التدريس العامة. عمان: دار الصفاء للنشر والتوزيع.
برنامج ماجستير مناهج وطرق التدريس.