إن عملية تمثيل ولعب الأدوار في التعليم هي استراتيجية تتعلق بإنشاء بيئة تعليمية مع جلسات تتمحور حول المتعلم بدلا من تركيزها على المعلم، والهدف من ذاك هو تنفيذ أنشطة حقيقية يمكن أن تشرك المتعلمين وبذلك تكوين بيئة تكون فيها أحداث حقيقة يتم توظيفها في التعلم وتبادل المعلومات وبالتالي الخروج عن النمط التقليدي في التعلم والتعليم إلى نمط حديث.
والمقصود بلعب الدور وتمثيله يعني أن يكون هناك نشاط إرادي يؤدى في زمان ومكان محددين، وفق قواعد وأصول معروفة ويختار فيها المشاركين الأدوار التي يقومون بتأديتها.
وبالتالي فإنه يتم استخدام هذه الاستراتيجية لدعم أنشطة التعلم المستقل للمتعلمين، حيث تعتبر استراتيجية لتزويد المعلمين بفرصة إنشاء محكاه بناءة بين أنشطة التعلم والتقييمات ونتائج التعلم، كما تعتبر هذه الاستراتيجية مفيدة لأنها تشجع على التغذية الراجعة ذات الاتجاهين المهمة بين المعلمين والدارسين من خلال التعلم التجريبي والحوار النشط حيث يمكن للطرفين طرح الأسئلة ذات الصلة لبعضهم البعض.
إن العمل على لعب الأدوار وتمثيلها كاستراتيجية تعلم نشطة، لا يكون فقط في الفصول الدراسية وجها لوجه، ولكن أيضا في التعلم المدمج أو التعليم عن بُعد وهو الأمر الذي سيكون مهما خلال هذه الفترة وذلك بسبب القرارات التي يصبح التعلم خلالها عن بُعد كتفشي وباء كورونا المستجد. وبالتالي فإنه يمكن تنفيذ هذا النوع من نشاط التعلم في كثير من الأحيان في سياق التعليم الغير مرتبط بمكان.
ان هذه الاستراتيجية تساعد في تعلم مواقف معينة بطريقة درامية وقابلة للتواصل، مما يؤدي ذلك إلى جعل المتعلمين يتذكرون المواقف بشكل أفضل، مما يجعل لعب الأدوار طريقة تدريس جيدة للنظريات الافتراضية الجديدة، حيث يسمح للمتعلم بلعب أدوار شخصيات معينة في هذه المواقف حتى يتمكنوا من رؤية الأشياء من منظور جديد، وبالتالي قد يزداد التعاطف مع الآخرين في صفهم عندما يتم منح المتعلمين فرصة للنظر إلى الموقف من وجهة نظر شخص آخر من خلال لعب الأدوار، كما قد يفهمون بشكل أفضل سبب اختلاف الناس في كثير من الأحيان بشدة حول موضوع معين عندما تختلف قيمهم الشخصية ومعتقداتهم وخلفياتهم الاجتماعية أو الثقافية.
ومن خلال كل ما تطرقنا إليه فإنه، يتطلب لعب الأدوار خروج المتعلم عن الدور المعتاد الذي يلعبه في الحياة، والتخلي عن أنماط سلوكه المعتادة في مقابل دور وأنماط شخص آخر. إذ قد يكون هذا الدور الآخر لشخص حقيقي أو قد يكون وهميا تماما. وفي إطار تحديدنا لهذه الاستراتيجية فإن الحوار الافتتاحي، تكون الشخصيات والموقف خياليين، لكن الإجراء الذي يتم تصميمه لتوضيحه كان يكون تعديلا لسلوك الدارس الفعلي الذي لاحظه المعلم في فضاء التعلم. وبالتالي فإنه يفترض الدارس دور شخص آخر في الحاضر أو في زمان ومكان مختلفين. إذ يحاول قدر الإمكان التحدث مثل الشخص الآخر وتمثيل تصرفاته، والشعور مثله، إذ يعد هذا مفتاح لعب الأدوار الناجح.
وهنا يطرح السؤال عن طريقة تنفيذ هذه الاستراتيجية؟
ـ يجب أن يتم تحديد المبرر من استخدام لعب الدور وتمثيلها.
ـ يجب أن يتم تحديد الهدف من الاعتماد على هذه الاستراتيجية.
ـ يجب أن يتم تحديد المهام المطلوبة من المتعلمين بشكل دقيق ومحدد ومفهوم.
ـ يجب أن يتم توفير الوقت الكافي للمتعلمين من أجل قراءة الدور المطلوب منهم.
ـ يجب أن يتم قراءة التعليمات وتحديد أي أسلوب من أساليب لعب الدور الذي سوف يتم استعماله.
ـ يجب أن يتم تحديد الأنشطة التي سوف يمارسها الدارسين في البيت.
وفي هذا الصدد يلزم مراعاة أهم نقط تفعيل استراتيجية تمثيل ولعب الأدوار في التعليم:
- أن يتم مسبقا تحديد المدة الزمنية التي سيستغرقها لعب الأدوار.
- أن يتم مسبقا تحديد المواد والخامات والوسائل المطلوبة لتنفيذ لعب الأدوار.
- ألا يتم مقاطعة المتعلمين وهم يلعبون أدوارهم.
- أن يقف المرشد أو المتخصص أو كل ما يعملون على إنجاح هذه الاستراتيجية في الخلفية أثناء قيام المتعلمين بلعب أدوارهم علانية أمام الفصل.
- أن تتاح الفرصة لمتعلمين لتقويم بعضهم البعض على أساس عمل الفريق وليس على أساس فردي.
المقال احد متطلبات مقرر
استراتيجيات التعليم والتعلم
اشراف الدكتور عبدالله بن محمد السبيعي