من هو المعلم أو المدرب اوعضو هيئة التدريس المتميز
المعلّم … المدرِّب .. أو .. عضو الهيئة التدريسية في المؤسسات التعليمية على مختلف مراحلها …
وتعليقاً و تفاعلاً مع ما أثاره معالي الأستاذ الدكتور / عِوَض بن خزيم الأسمري مدير جامعة شقراء (قبل أيام قلائل)، وما أشار إليه من المعاناة التي تواجه جامعته والجامعات المماثلة الوطنية من نقص و شُح في الحصول على أعضاء هيئة تدريسية في العديد من التخصصات العلمية …
نود التعليق على هذا الموضوع لما يحمله من شجون وتجارب مررنا بها خاصة ممنهم عملوا في قطاع التعليم…
كما يعلم البعض .. هناك جملة من المعايير والمقاييس لتحديد المعلّم المناسب لمهنة التعليم ساهم بها علم التربية والباحثون والمختصون انبثقت من خبرات و تجارب و مفاهيم وصفات ينبغي على المعلّم أن يكون لديه القدرة والمهارة بتطبيقها .. سنورد بعض الأمثلة التي توصل اليها بعض المختصون فهي على سبيل المثال لا الحصر والأدب التربوي مليء منها :
مقدمة عن المعلّم :-
إذا سألت نفسك أو أي طالب في المرحلة الجامعية عن أهم شيء طبع مسيرتك التعليمية أو أثر على مستوى تحصيلك الدراسي ، فتأكد أن أغلب الآراء لن تذكر لك كتابا أو محاضرة معينة أو حتى فيلما سينمائيا … بدل ذلك ، ستسمع اسم معلم أو معلمة ، مربِّ أو مربِّية . وهذا طبيعي لأن الطبيعة البشرية تحتاج إلى قدوة و مصدر إلهام للشخصية التي تتكون باستمرار خصوصا في المراحل الأولى من العمر .
هذا كله يطرح تساؤلا حول ماهية المعلم الناجح أو “المعلّم الممتهن بالفطرة والمهارة والعلم” الذي سيلعب دور الواسطة بين المتعلم و العلم من جهة وبين الطفل و عالم مليء بالتحديات و الأخطار من جهة أخرى،
هذا يقودنا إلى سؤال مهم .. من هي تلك الشخصية القادرة على لعب هذا الدور ..
تشير الدراسات و التجارب الأممية وما توصّل إليه الباحثون و المهتمون في هذا الجانب موضحين بذلك أهم و أبرز الصفات التي يتحلّى بها المعلّم منها على سبيل المثال و ليس الحصر :-
يجمع المختصون في المجال التعليمي بأن المعلم يعتبر الركيزة الأساسية التي تتمحور حولها كل العملية التدريبية في المؤسسة التعليمية … وكما قال أحد المؤرخين من علماء التربية (على العالم صيانة العلم .. بأن يصون العلم كما صانه علماء السلف من قبله ويقوم له من العزة والشرف .. فلا يترك بذهابه وخشيته إلى غير أهله) .. فهناك صفات لا بد أن يتصف بها المعلّم وهي صفات عديدة .. منها ما رتبها العالم روبنز Robbinse وذلك من خلال البحوث التي أجراها لمعرفة رأي ونظر الطلاب الذين أجرى عليهم تلك الدراسات وسألهم عن المعلّم ودوره في العملية التعليمية .. فقد لخصها بـ:- 1) أن يجعل التعليم شيقاً 2) يعرف المادة والموضوع الذي يقوم بتدريسه 3) يبدي قدراً كبيراً من الحماسة 4) المادة لديه منظمة بطريقة جيدة 5) يشجع مشاركة الطلاب 6) يستعين بالكثير من التصورات العلمية 7) يتمتع بروح مرح حقيقي 8) له شخصية ودوده 9) يبدي اهتماماً بالطلاب 10) صوته يبعث إرتياح 11) نظيف في ملبسه 12) يلتزم بالزي الرسمي والمهني المعتمد 13) يلتزم بمبادئ الأمن والسلامة 14) إتجاهه متزن وعملي.
وقام كرتز Kretz وبولنجر Bollinger وآخرون بعمل شيء مماثل وتوصلوا إلى صفات عده يجب على العلم أن يتصف بها منها :- 1) أن يساهم في العملية الكلية للتعليم 2) يتميز بمظهره الشخصي الجيد 3) الصبر 4) العدل 5) دؤوب 6) نظيف 7) منصف 8) المعرفة بالتخصص 9) المثالية الخلقية 10) الدماثة 11) الخلق 12) يملك الموضوع ومتمكن من المادة التدريبية 13) صوته جيد 14) التحمل 15) الوضوح 16)التعليم والمراس الفعال 17) الاتزان 18) التنظيم 19) المساعدة 20) الإخلاص.
أما العالم الفيرا Elvira قام بدراسة أخرى عن أهم الصفات الناجحة للمعلم وصنّف منها الآتي:- 1) المعلّم الذي يجعل العملية التعليمية شيقه 2) منطقي 3) يسمح بالمناقشات والأسئله 4) يعطي واجبات 5) يتفهم الطلاب 6) لا يحرج الطلاب 7) لديه روح المرح 8) متعاون وذو اتجاهات ديمقراطية 9) اللطف 10) الميول الواسعة والعريضة 11) عدم التحيّز 12) المرونة 13)السلوك الكامل 14) المشاركة في حل المشكلات للطلاب 15) إكتشاف مكامن القوة والضعف لدى الطلاب 16) الثناء والاعتراف بالمواهب واكتشافها 17) التحمل 18) عدم الغرور 19) التحفيز 20) ربط الموضوع بالحياة العملية 21) استخدام الوسائل التعليمية المعنية 22) الكفاية المهنية 23) القدرة على التقويم 24) المحافظة على المواعيد 25) الدقة 26) احترام الطالب 27) الموضوعية 28) الاهتمام بمشكلات الطلاب 29) سعة الصدر 30) التوجيه والإرشاد 31) الاهتمام بالمتفوقين والأخذ بأيدي الضعاف 32) إنماء شخصيات الطلاب 33) كل الطلبة أمامه سواسية 34) يوصل المعلومات من أقصر الطرق 35) قوي الشخصية 36) سريع البديهة 37) قادر على حفظ النظام 38) يحرص على الانضباط ويتابع انضباط الطلاب في كل لقاء 39) شديد الاهتمام 40) الحرص (الدقة ، التحديد ، الحزم ، الاعتبار) 41) الثبات 42) اليقظة 43) التطوع 44) طلاقة اللسان 45) الصحة 46) الشرف 47) المثابرة 48) التأثير على الآخرين 49) الأناقة 50) عقلية منفتحة 51) متابع باستمرار للجديد في المجال 52) يقرأ باستمرار ويحب الاطلاع 53) طموح 54) التقدم 55) البساطة 56) الرصانة 57) لديه فلسفة صحيحة عن الحياة 58) أعماله مطابقة للعقل والمنطق 59) لديه اهتمامات واضحة وواقعية 60) أن يكون لديه ميل حقيقي لمهنة التعليم والتدريب 61) لديه القابلية للنقد والتقييم الذاتي من قبل الآخرين 62) لديه سعة الأفق (إبداع – براعة – مبادرة – جرأة – تصور) 63) يتميز بثبات انفعالي 64) مراعاة مشاعر الآخرين 65) لديه الدافعية 66) لديه القدرة على السيطرة 67) قادر على طرح الأسئلة التخصصية 68) قادر على النقد 69) يستوعب الآخر 70) قادر على ربط الأحداث الخارجية 71) إدراكه للبيئة المحلية 72) أن يكون قدوة حسنة.
ويرى آخرون أن هناك صفات مهنية لا بد من توفرها لدى عضو الهيئة التدريسية مثل:- 1) الدقة في إعداد المادة التعليمية 2) الدقة في العرض والتعبير 3) الدقة في الأعمال التحريرية 4) القدرة على الربط 5) القدرة على التقويم السليم للطالب 6) الدقة في الاختبارات ورصد الدرجات بعدل 7) إدراك الأهداف الوطنية من التعليم 8) المحافظة على المواعيد 9) اشتراكه في الحياة المؤسسية 10) التكتم والسرية في شئون الطلاب 11) الحساسية بمشكلات الطلاب 12) القدرة على كشف المواهب وتقديمها للإدارة 13) القدرة على توجيه وإرشاد الطلبة 14) علاقته بالطلاب 15) تطبيق المبادئ التربوية والتعليمية والتدريبية 16) إيجاده التعامل مع الوسائل المعنية بالتعليم 17) الاستعداد لزيادة المعلومات 18) يعرض طريقة تدريبه وتدريسه للآخر ويسمح له بنقدها وتحليلها 19) اتجاهاته أزاء الآراء الحديثة في التربية والتعليم والتعرف على مستجدات صناعة التعليم.
السؤال هنا … أين جامعاتنا و مؤسساتنا التعليمية من التعامل وتطبيق كل هذه المصطلحات والطرائق المتعددة في العملية التدريبية ؟ وانتقاء المعلّم الكفؤ خاصة ممنهم مقتدراً على امتهان العملية التدريسية.
بالمناسبة .. تحرص المؤسسات التعليمية المتميزة في العالم على انتقاء أعضاء هيئة تدريس متميزين ، بل أن الكثير منها تخصص إدارات خاصة مهمتها الرئيسة اقتناص هؤلاء المتميزين والتواصل معهم وإغرائهم للعمل لديهم .. عارضين عليهم كل المغريات و المحفزات والخدمات التعليمية واللوجستية و الخاصة ، ناهيك عن التموضع التي تتميز به تلك الجامعات مقارنة بما تواجهه جامعاتنا خاصة ما يطلق عليها بـ (الناشئة) وما لديها من افتقار شديد في كل ما يقدمه الآخر في بلدان أخرى … علينا أن نفتح الكيس للصرف على هؤلاء المتميزين الذين هم في الغالب ليسوا مواطنين بل من جنسيات أخرى …!!!؟؟؟….
أعتقد أن الثقافة التنظيمية في مؤسساتنا التعليمية و المحفزات المالية لابد لها أن تكون مرنة ومغرية لجلب هؤلاء المتخصصين .. لا نطالب هنا بشيء خارج عن المألوف .. بل أن اكرام عضو الهيئة التدريسية ووضع المحفزات المالية و الخدمات المصاحبة أمرٌ تتطلبه الحال .. الدولة “حفظها الله” بذلت الغالي والنفيس في إنشاء المجمعات الجامعية والتي تقدر مبالغها بمئات البلايين من الريالات .. فعلى المسؤولين وصناع القرار ومتخذيه التفكير بصوت مرتفع لتحقيق ولو نسبة بسيطة من الأموال التي صرفت على تلك الحصون الكبيرة بأن تجيّر لصالح الموارد البشرية العاملة من أعضاء الهيئة التدريسية … علماً أن نسبة لا باس بها من المتقاعدين (السعوديين) الذين عملوا كأعضاء هيئة تدريس في الجامعات الوطنية الكبيرة يمكن أن يتم استهدافهم و تقديم كل المغريات لهم خاصة ممنهم يرغب العمل ولديه المقدرة …
خاطرة:
علينا أن ندرك جيداً أن المسألة ليست بهذا التبسيط والسهولة (من قبل بعض الخريجين) بأن يتم توظيف شخص لديه تأهيل متخصص حتى وأن كان عالياً (ماجستير أو دكتوراه) وحتى وإن كان التقدير متفوقاً و ممتاز اً ..من أجل فقط أن يتوظف.
*أيها الأحبة *… الهدف هنا يكمن بكيفية انتقاء معلّم متخصص من خلال معايير ومقاييس عالمية معروفة ومطبقه في بلدان كثيرة ونجحت ، وهذا ما تسعى إليه بعض جامعاتنا في المملكة ..
بالمناسبة .. قبل سنوات زرنا فنلندا زيارة خاصة بوفد من المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني … بهدف الاطلاع على تجربتهم الناجحة ، وبالفعل تعلمنا الشيء الكثير وكان من بين البرامج التي رغبنا استهدافها مبدئياً معهم هو موضوع كيفية تهيئة المعلّم وطريقة انتقاؤه .. فلديهم تجربة رائعة عملنا على إمكانية تنفيذها بإشرافهم أي الفنلنديين وكان البرنامج أكثر من رائع (لكن وللأسف تلكأت الظروف المالية تجاه ذلك وأصبحت عائقاً) ..
ببساطة التجربة الفلندية يمكننا تلخيصها بالنقاط التالية:-
١. أعدوا سلّماً وظيفياً معتبراً بل هو الأفضل في فنلندا.
٢. تعلن الوظائف ويتقدم عليها كل من لديه الرغبة بشروط وظيفية صريحة ومعلنة للجميع .. وعندما نقول كل من لديه الرغبة فالمسألة قد تشمل جنسيات غير فنلندية لكون المسألة هنا تهم تعليم المواطن الفنلندي فهذا خط أحمر لا يسمح به مثل؛ فكرة توطين الوظائف وما الى ذلك …
٣. يتم تقديم اختبار متخصص (عام) لجميع المتقدمين من خلاله يتم التخلّص الى ما نسبته ٥٠٪ من المتقدمين .
٤. للـ ٥٠٪ الباقين يتم تطبيق مجموعة من الاختبارات عليهم ، بعضها سيكولوجية ، ولغوية ، وتخصصية كل حسب تخصصه ، وفحص للجانب السلوكي ، والطبي ، ولائقية المظهر … إلخ .. في هذا الإجراء يتم التخلّص من قرابة الـ ٥٠٪ من هؤلاء الباقون … يعني غربلة دقيقة للمتقدمين ، والفحص بعمق عن مدى كيفية انطباق الشروط والمواصفات والمعايير والمقاييس المعتمدة.
٥. بعد ذلك … يتم توجيه من تم اختيارهم الى برنامج تربوي دقيق ومكثف لمدة سنة ونصف (نعم برنامج على مقولة المصريين ما يخرّش الماء) .. في هذا البرنامج يتعثر البعض ويخرجوا من البرنامج.
٦. بعد تخرّج ممن تم اجتيازهم للبرنامج .. يمضي ما يسمى (مشروع معلّم) بالتطبيق العملي لمدة ثلاث سنوات .. بعمل مكثّف و متابعة مستمرة من قبل مختصين ومسؤولين تربويون في وزارة التعليم .. ومن يتجاوز هذا البرنامج يتم اعتماده كمعلّم ويعطى الدور والصلاحية للتدريس … طبعاً الفنلنديين يعملون بتجربتهم هذه على انتاج معلم متكامل أو ما يطلقوا عليه comprehensive instructor .. ولهذا السبب ولأسباب أخرى تميّزت فنلندا بتعليمها عالميا …
فقط من باب المشاركة في موضوع غاية في الصعوبة والتحديات …
د. حمد عقلا العقلا
نائب المحافظ للتعليم والتدريب بالمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني(سابقاً) متقاعد حاليا …
تحياتي لكم جميعاً.
٥/ ١/ ١٤٤٠هـ
لا يوجد وسوم
0
66157
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://www.alkharjnet.net/articles/312205.html